بارك الله فيكم وسلمكم من كل ضر وسوء ويسركم لكل نور وهداية.
وبعد, فما كان لنا أن نعبر في أبواب الطب ولا نعرج على بوابة الأدب, لنتلمس من طرف البيان ما يوائم هذا المقام, حفظ عليكم الله نعمه,
قلت :
" واعلم رحمك الله أنّا ما رأينا أحفظ لنعمة أنعمها المولى عليك ولا أربى لشيء من الخير بين يديك من أن تتقرب إليه فيها بطاعته وتتبع أسباب مرضاته فيما آتاك وما أسداه إليك, أما رأيت البراعم الخضراء لا تشق أديم الأرض حتى تمد أيدي الرجاء لرب السماء فيأتيها رزقها من الطل والغيث مهلا مهلا حتى تربو فلا توشك أن تستوي على ساق الشكر حتى تحني رؤوس ثمار العرفان بالسجود للواحد المنان ..
ولله در أبي العتاهية الحكيم الشاعر:
إذا ما خلوت الدهر يوما فلا تقل --- خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل ما مضى --- ولا أن ما يخفى عليه يغيب
فالله الله في خلسات الجوارح والحذر الحذر من كل طرف سارح في المهلكات الجوانح وقد تشعبت في زماننا طرائق الذنوب وتلبست الآثام في العيون بالحلي والفنون حتى ما عاد منكر ينكر قبحا ولا آنف يأنف وزرا وصدق القائل وقد أدمت مقالته كل قلب حي : نحن في مستنقع من خبث من غاص إلى ركبتيه فيه فقد سلم واستبرأ... "
******
يقولون في الإسلام ظلماً بأنه *** يَصُدّ ذويه عن طريق التقدم
فإن كان ذا حقّاً فكيف تقدّمت *** أوائله في عهدها المتقدم
وإن كان ذنب المسلم اليوم جهله *** فماذا على الإسلام من جهل مسلم
هل العلم في الإسلام إلاّ فريضة *** وهل أمة سادت بغير التعلُّم
لقد أيقظ الإسلام للمجد والعلا *** بصائر أقوام عن المجد نُوَّم
وحلّت له الأيام عند قيامه *** حُباها وأبدت منظر المتبسّم
فأشرق نور العلم من حَجَراته *** على وجه عصر بالجهالة مظلم
ودّك حصون الجاهلية بالهدى *** وقَوّض أطناب الضلال المخيّم
وأنشط بالعلم العزائم وابتنى *** لأهليه مجداً ليس بالمتهدّم
وأطلق أذهان الورى من قيودها *** فطارت بأفكار على المجد حُوَّم
وفَكّ أسار القوم حتى تحفّزوا *** نهوضاً إلى العلياء من كل مَجْثَم
فخلَّوا طريقاَ للبداوة مَجهَلاً *** وساروا بنهج للحضارة مُعلَم
فدَوَّت بمُستَنّ العلا نهضَاتهم *** كزعزع ريح أو كتيّار عَيْلَم
وعمّا قليل طبّق الأرض حكمهم *** بأسرع من رفع اليدَيْن إلى الفم
وهل يرتجي من غيرها ناصرٌ لها *** إذا لم يكن من أهلها اليوم ناصر
لئن أصبح القوم الذين تراهم *** شتاتاً كأن القوم خيط نوافر
فلا تبتئس إن الزمان تجاربٌ *** سيكشف عما أضمرته الستائر
فيرجع مفتونٌ ويبصر ذو عمى *** ويخضع للحق الصريح المكابر
وما احتفلت فيك الجسوم وإنما *** بك احتفلت أرواحها والضمائر
وفيك احتفى القطر الغريق بأهله *** يحيط بهم موجٌ من الكرب زاخر
توهمته دوحاً تقيك ظلاله *** وأين من الظل الظليل الهواجر
لعمرك ما كل لشدوك سامعٌ *** ولا كل ذي عينين نحوك ناظر
وما قيمة الأبصار في نظراتها *** إذا لم تكن للمبصرين بصائر
ورب مقامٍ لا يفي بعض حقه *** خطيبٌ ولا من وصفه نال شاعر
الخميس أغسطس 18, 2011 10:01 am من طرف شمس الدين
» الصدقه لاتموت
الخميس أغسطس 18, 2011 9:47 am من طرف شمس الدين
» حسن الخاتمه
الخميس أغسطس 18, 2011 9:37 am من طرف شمس الدين
» قصه طفله مؤثره
الخميس أغسطس 18, 2011 9:24 am من طرف شمس الدين
» رجل اسلم على يد نمله
الخميس أغسطس 18, 2011 8:52 am من طرف شمس الدين
» حديث التعوزات الثمانيه
الخميس أغسطس 18, 2011 8:20 am من طرف شمس الدين
» قصص وعبرمتنوعه
السبت أغسطس 13, 2011 9:45 pm من طرف شمس الدين
» قصص وعبر لا تفوتكم
الأربعاء أغسطس 10, 2011 11:36 pm من طرف شمس الدين
» حكمه بليغه
الأربعاء أغسطس 10, 2011 10:41 pm من طرف شمس الدين